فالخط الرباني، أو خط نبي الله إدريس، أو خط الرمل... هو منهج رباني للتطلع إلى مغيبات الأمور الشرعية التي من شأنها زيادة الإيمان والتزود لعقبات الزمان، تماما كالدراسات المستقبلية في كل المجالات كالتوقعات الجوية والأرصاد المستقبلية أو التطلعات والقراءات السلوكية أو البيئية...
فللخط الرباني ضوابط كما هي في سائر العلوم، فمن استنار بالإشارات والعلامات قصد الاستهداء وطبق المنهج على ظوابط الشرع وقصد الاستعانة على الاستقامة ونفع الناس والتحرز من معوقات الاستقامة... فنعم المنهج (حتى لو كان ماديا محضا) وأما إن كان لعكس ذلك (فبئس المنهج حتى لو ذكرت فيه النصوص ملوية أعناقها وخارجة عن مناطاتها) وهذا كذلك لم يعد خافيا على أحد، بل وكل المصائب أتتنا من اختلاط الفهوم وتوالي أمر الخصوص للعموم..
ما الفرق بين الخط الرباني والكهانة وما علة التحريم فيهما:
الكهانة أو العرافة أو ما يقوم مقامهما، أساسها ربط صلة بين الإنسان أو الجن أو الشيطان، بطقوس معينة أو تسلطات تفضي إلى انصهار الطبعين، فتكون غلبة الطبع الناري (الجني) على الترابي (الإنسي) إذا لم يكن محصنا بتعاليم الدين من كتاب الله وسنة رسول الله، فيتأثر العنصر الطيني بالطبع الجني فيخرق العادة الإنسية في الأقوال أو الأفعال، فيخبر بما لم يعهده الناس فيسمونه غيبا.. أما طبيعة المصاب من الإنس طالبا كان أو مطلوبا، هو تابع لطبيعة الإصابة الجنية أو الشيطانية، ويحمل صاحبها وصم المشارك، فإن كان الجن كافرا وصم المصاب بالكفر إذا استسلم وإن كان شيطانا وصمه بالسحر وأجبره على الفساد في البلاد والعباد... فعلة التحريم هو الاقتران بخصال الشيطان..
أما خط الرمل فلا علاقة بهذا من قريب ولا بعيد، إنما هي حسابات دقيقة ودلالات عميقة، يتوقف استخلاص حقيقة معانيها حسب الشخص وصدق نيته وميله إلى العلويات أو السفليات، فإن كان همه الصلاح والإصلاح فإن المعلومة التي يوفرها خط الرمل في طبع السائل أو المسؤول عنه أو طبيعة الشيء تفتح للسائل باب التخصص في الإرشاد والنصيحة، وخلافه إذا كان الطالب والمطلوب يسعون في استعمال الأخبار للسفليات ويقصدون بها الاستفادة من الماديات، فإنه من يستعملها على هذا النحو كمن يستعمل صحيح الأدوية ولا غاية له إلا الربح من بيعها (فافهم)...