Notice: Undefined index: HTTP_ACCEPT_LANGUAGE in /home/clients/4b7a3638595886d837d9b61b3e2aff16/web/sable/includes/inc.config.inc.php on line 56
Sable
Menu

1/4 بعض التوضيحات حول خط الرمل

   مفهوم الغيب في اللغة والاصطلاح والحقيقة

الغيب في المعاني اللغوية: هو ما غاب عن الناس سواء كان محصلا في العقول أو مرسخا في القلوب أو غير محصل أو مرسخ... وعكسه: الشهادة، فما أثبتته شواهد الحس أو المعنى خرج من دوائر الغيب ودخل في سلك الشهادة... وللغيب غيوب كما أن للشهادة غيوب، منها ما يتعلق بالزمان والمكان ومنها ما يتعلق بالإحاطة والإمكان.. وقد يكون غيبا عند البعض وعند غيرهم شهادة، وهذا قد دلت عليه النصوص القطعية وبينت بعضه التجارب المادية...

   الغيب في الاصطلاح: هو ما وردت معانيه الربانية في كتاب الله العظيم وسنة رسوله المصطفى الكريم، وقد وردت كلمة "الغيب" في حوالي ستين موضعا، وهذا يعني أنه ستون وجها للتعريف بمدلولات الغيب الرباني (لو انكب عليها أهل الاختصاص لأصلوا للأمة بابا للعلم يتوقف عليه الإيمان...)

   أما في علم الحقيقة، فالغيب غيبان: غيب الحقيقة وغيب الشريعة

      غيب الحقيقة: ويمكن أن يسمى غيب الغيب أو غيب الحضرة، وهو نسبة الحق سبحانه إلينا، فلا عين تدركه ولا أين تعرفه ولا كيف يوصفه،  هو الأول فلا شيء قبله، والآخر فلا شيء بعده، والظاهر فلا شيء فوقه، والباطن فلا شيء دونه... وكل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك، فهو هو هو.. كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان

   أما غيب الشريعة: ويمكن أن يسمى المغيب أو الغيب الأصغر، وهو ما يتعلق بخلقه والتجلي فيه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا من رحمة وعلم وحكمة وإرادة وقدرة وعدل وإحاطة... وهو كذلك على قسمين:

قسم منه سبحانه لخلقه، ويتعلق بالتوجيه الغيبي فيما تدركه العقول،كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر... وهو أساس التوجه وقاعدة العمل قال تعالى: بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ الٓمٓ ١ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ

وهذا علم لا يدرك إلا بالوحي ولا وسيلة فيه إلا الأنبياء والمرسلون، ولا مقصد منه إلا رحمة العباد والبلاد

   وقسم ثان: هو ما يتعلق بعلمنا وعملنا مع الغيب الأول، وما يترتب عليه من نتائج الأعمال وثمرات الأحوال، وانعكاس ذلك على الكائنات والمكونات في الحال والاستقبال، فإن كان الغيب الأول غيب المعرفة والاتباع، فالغيب الثاني غيب المراقبة والاطلاع، وإلا فما المقصود بقوله تعالى: مَّا يَفۡعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمۡ إِن شَكَرۡتُمۡ وَءَامَنتُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمٗا.. وقوله تعالى: إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ.. وقوله تعالى: لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ ...

   وهذا الغيب مطلوب البحث فيه والتعامل معه، قال تعالى: قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُمۡ سُنَنٞ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ.. وهذه دعوة ربانية إلى البحث في غيوب الأنتربولوجيا والفيزياء العضوية والكمومية والنووية... وقال تعالى: أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ.. وهذه دعوة ربانية إلى البحث في علم السلوك وعلاقته بالكائنات والمكونات عبر العصور، ووضع مقاييس للأعضاء الظاهرة والباطنة...

   فإذا ظهرت كثير من العلوم تبحث جزيء الكربون ومدى تطوراته وعلاقاته بالمواد العضوية الأخرى وتجانسه مع المعادن والأنزيمات والطبائع والتأثيرات والمؤثرات والجاذبيات والتجاذبات... فهذا غيب مطلوب البحث فيه والعمل به، ويستحيل أن يستقيم لأهله بغير اتخاذ كتاب الله العظيم شرعة وسنة رسوله الكريم منهاجا

بداية التالي